تحتاج المحاصيل المنتجة للسكر في بعض مناطق النمو الرئيسية في الهند إلى الأمطار بشدة في وقت تهدد فيه الظروفُ الأكثر جفافاً توقعات الإنتاج، وهو ما قد يفرض مزيداً من الضغوط على احتواء ارتفاع تكلفة الغذاء.

وقال سانجاي خاتال، المدير الإداري لاتحاد مصانع السكر التعاوني لولاية مهاراشترا، في مقابلة إعلامية، إن هناك حاجة ماسة إلى هطول الأمطار لتجديد المياه الجوفية المستخدمة لري المحاصيل في ولاية مهاراشترا.

وتعد الولاية أكبر منتج للسكر في الهند، حيث تمثل نحو 37 بالمئة من الإنتاج. وأضاف: «حالياً، المحصول في خطر، لكن إذا تحسنت الأمطار في الفترة المتبقية من موسم الرياح الموسمية، سيتجه الوضع نحو الأفضل». وذكرت هيئة الأرصاد الجوية أن بعض أجزاء ولاية مهاراشترا شهدت هطول أمطار أقل بنسبة 20 بالمئة عن المعتاد منذ بداية الموسم. وقد يدفع محصولٌ أصغر حكومةَ رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى كبح الصادرات لمنع ارتفاع الأسعار المحلية قبل الانتخابات المقررة في أوائل العام المقبل، على غرار الإجراءات التي نفذتها الهند بشأن الأرز.

وقال خاتال إنه من السابق لأوانه التنبؤ بإنتاج السكر نظراً لوجود أكثر من شهر قبل انتهاء الرياح الموسمية.

وستتخذ الحكومةُ الهندية قراراً بشأن شحنات السكر الخارجية للفترة 2023-2024 حين تتوافر التقديرات الفعلية لإجمالي الإنتاج، وفقاً لوزارة الأغذية. وتعد الدولة الواقعة في جنوب آسيا ثاني أكبر منتج للسكر في العالم بعد البرازيل، وأي نقص في الإنتاج وحظر التصدير اللاحق قد يحدِث أثرَه في الأسواق، مما يعزز عقودَ السكر الآجلة في البورصات في نيويورك ولندن.

وسمحت الهند للمصانع بتصدير نحو 6.1 مليون طن في 2022-2023، مقارنةً بـ 11 مليون طن في العام السابق بعد أن أدت الأمطار المتأخرة إلى انخفاض المحصول وتقلص الإنتاج. وتتجه عقود نيويورك التي ارتفعت لليوم الثالث بعد عكس الخسائر، لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 2.3 بالمئة. وقال أديتيا جونجونوالا، رئيس جمعية مصانع السكر الهندية، «لا توجد أي محادثات مع الحكومة بشأن صادرات السكر في الوقت الحالي».

وأضاف: «سنقوم بتقييم المحصول بعد انتهاء موسم الرياح الموسمية في سبتمبر، وسنتواصل مع الحكومة بشأن السماح بالتصدير بعد ذلك»، وقال إنه ستكون هناك إمدادات كافية في الموسم المقبل لتلبية الطلب المحلي. وتقدر الجمعية الإنتاج بنحو 31.7 مليون طن في 2023-2024 والاستهلاكَ المحلي بنحو 27.5 مليون طن، مما يترك فائضاً قدره 4.2 مليون طن. وجاء في بيانات لوزارة الزراعة أن المساحة المزروعة بقصب السكر في الهند بلغت 5.61 مليون هكتار (13.9 مليون فدان) حتى الأيام القليلة الماضية، دون تغير يذكر عن العام السابق.

وعلى الرغم من أن 94 بالمئة من مساحة قصب السكر في الهند يجري ريها، لكن الأمطار مطلوبة خلال الرياح الموسمية من يونيو إلى سبتمبر لملء السدود والبرك والآبار وتجديد المياه الجوفية. وقد قلَّت الأمطار التي هطلت على بعض مناطق ولاية كارناتاكا بنسبة تصل إلى 27 بالمئة حتى الآن، وتباينت نسب الأمطار التي سقطت على ولاية أوتار براديش.

وتشير بيانات لوزارة الزراعة إلى أن ولايات أوتار براديش ومهاراشترا وكارناتاكا تستأثر بأكثر من 80 بالمئة من إنتاج قصب السكر في الهند. وفي الأيام القليلة الماضية، كان تخزين المياه في الخزانات الرئيسية البالغ عددها 146 خزاناً في البلاد أقل بنسبة 21 بالمئة عن العام السابق، وفقاً للجنة المياه المركزية التي تديرها الدولة.

وذكر شيفاناند كالاكيري، مفوض الولاية لتنمية قصب السكر أنه من المرجح أن ينخفض الحصاد في ولاية كارناتاكا، ثالث أكبر منتج، بنسبة 20 بالمئة خلال العام الذي يبدأ في أكتوبر بسبب قلة الأمطار. وأضاف كالاكيري: «طلبنا من المصانع بدءَ العمل في وقت متأخر قليلاً من الموسم المقبل لأن المحصول يحتاج إلى مزيد من الوقت حتى ينضج». وأكد كالاكيري أن المصانع تبدأ عادة عملية الإنتاج في منتصف شهر أكتوبر.

براتيك باريجا*

*صحفي متخصص في شؤون الزراعة

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»